رياضة

يوسف جيدي يتحدث عن واقع الكرة الجيبوتية “مقابلة”

يكشف اسباب استمرار جيبوتي في قاع تصنيف الفيفا

كشف العضو السابق في المكتب التنفيذي للاتحاد الجيبوتي لكرة القدم يوسف جيدي في مقابلة مع rimradar عن أسباب فشل الكرة الجيبوتي وعن أبرز المعوقات والتحديات التي تواجه .

نص المقابلة :

حبذا لو قدمت لنا ورقة تعريفية عنك ؟

بداية أود ان أشكركم باهتمامكم بنشر المعلومات والحقائق التي تتعلق بالرياضة بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة ، كما أشكركم ايضا على منحي هذه الفرصة كممثلين لكرة القدم الجيبوتية ، والتي لا يُسمع عنها في محافل الصحافة العربية و العالمية إلا قليلا “.

أما لو أعطيتكم ورقة تعريفية موجزة عن شخصيتي :

اسم الكامل: يوسف جيدي جيره، من مواليد 1973م في جمهورية جيبوتي، وأعمل موظف حكومي كمستشار وزير الرياضة

وانضممت في الاتحاد الجيبوتي لكرة القدم في عام 1994م ، وشغلت في سجل الاتحاد الجيبوتي لكرة كثير من المناسب المهمة، بدأتمصيرتي الكروية :

1. كحكم، حيث حكمت في الدور المحلي إلى أن أخذت الشارة الدولية في 2003م

2. عضو مجلس الإدارة في 2006م، حيث تركت التحكيم بأسباب تتعلق بارتباطات كروية بحتة، حيث اختارني الرئيس السابق للاتحاد بعدأن اقتنع بأنني كنت أبرز عضو من حيث التنظيم والتكوين.

3. رئيس الدائرة العربية والتي أسستها في عام 1998م، كما تعرفون أن جيبوتي عضو في جامعة الدول العربية، وكان المفروض أن تكونعضوا في الاتحاد العربي لكرة القدم ، علما  ان اتحاد جيبوتي  لم يكن  عضوا  في الاتحاد العربي قبل انضمامي وعملت كرئيس هذهالدائرة وأنا كحكم.

4. رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الجيبوتي.،

5. رئيس لجنة الحكام

6. نائب رئيس لحنة الإعلان و التسويق.

7. محاضر و مقيم للحكام.

8. مراقب دولي وقاري وعربي، والبطولة التي شاركت فيها كمراقب كأس أمم الأفريقية في كميرون ، وكنت مراقب في المنطقة جروا.

9. ومؤسس فكرة انضمام جيبوتي إلى الاتحاد العربي لصحافة الرياضية، في 2006م.

سماهي أسباب تواجد جيبوتي بشكل مستمر في قاع التصنيف ؟

تعرفون أن كرة القدم الجيبوتية تعاني في الآونة الأخيرة ، ولكن لابد أن يعرف الجميع أن كرتنا كانت متقدمة ليس في المحافل الدولية بلفي الإقليم الذي نحن فيه ، في ثمانينات كان لاعبون من الدول المجاورة يأتون ليلعبوا دورياتنا المحلية حيث كانت في قمة الإثارة و الحماس.

ولكن كانت هناك فترة وجيزة توقف الدور المحلي بأسباب تتعلق بترميم وتجهيز الملاعب و المرافق الرياضية، في هذا الوقت جاء انفصال تامبين كرة القدم والجمهور المحب لهذه الرياضة، وهو ما لم تستطع الإدارات المتعاقبة إعادتها وترميمها مرة أخرى

أسوء هذه الإدارات هي الحالية، مما أدى إلى تدني مستوى كرة القدم الجيبوتية أستطيع أن أذكر بعض النقاط بإيجاز :

1. سوء إدارة الاتحاد الجيبوتي ، في عام 2016م رأت الحكومة الجيبوتي أن ترفع مستوى هذه الرياضة الشعبية، فتم تغيير المجلس السابقبعد تجاذبات، وأيامها قد تركت الاتحاد وعضوية مجلس الإدارة قبل هذه المحنة بثلاثة سنوات لأنني رأيت أن المجلس لا يعمل كما ينبغي.

وجاء المجلس الحالي بعدها مباشرة واستدعاني الرئيس الحالي وتوعد بأن يغير نظام العمل والتنظيم ولكن فوجئت بأنه هو أيضا بدأ بنفسالنظام السابق الأسلوب اللااداري .

2. عدم وضوح الرؤية وضبابية الأهداف، منذ أن تولى مقاليد الاتحاد لم يقم بإدراج برامج واضحة نسير عليها وتجرد من ابسط الوسائل،رغم أننا عرضنا له كثيرا من الأفكار لتحسين أوضاع الاتحاد لكن لا جدوى.

3. مستوى الأندية متدنية جداً، ويمثل هذا المستوى في الجانب الإداري و الفني و التنظيم، حيث أن المجلس رغم دعم الفيفا لم يقدم برامجيساعد هذه الأندية لتكوين اللاعبين  في مدارسها التكوينية، وإمكانيات الأندية ضعيفة جداً ، حتى ليس لها ملاعب تلعب وتتدرب فيه إلا عددضئيل جداً، واحد أو اثنان فقط على سبيل المثال والمباريات تفتقر بالجمهور ولا يوجد أية عوائد مادية للأندية. حيث لا تشارك أنديتنامشاركات خارجية في البطولات القارية والدولية بأسباب مادية بحتة، غير بطولات التي يتحمل منظموها بعض التكاليف.

4. قلة كوارد كروية في الاتحاد وفي الأندية رغم أن جميع نجوم كرة القدم السابقين موجودون في المجتمع الجيبوتي، إلا ان سياسة الاتحادتقوم بعدم مشاركة هذه الكوادر في العمل ليستفيد الشباب من خبراتهم الرياضية ، فلذلك لا ترى في ملاعبنا النجوم السابقين لا في الأنديةولا في الاتحاد غير عدد ضئيل جدا جداً ممن كفلتهم الظروف فقط.

5. معدومية المحاسبة الفعالة والهادفة في داخل الاتحاد و الأندية، ، حتى وان وجدت فهي بصفة شكلية لا تؤدي واجباتها بالقدر اللازم ، فقطلتظهر للفيفا انها  تعمل ، وتعرفون أن الرقابة هي من أهم دعائم لتحسين العمل الإداري في الاتحادات ولكن شبه معدومة .

6. هدر الموارد المالية و البشرية. فقط أستطيع أن أعطيكم مثال بسيط تعاقد الاتحاد مع بعض فنيين أجانب برواتب لا يستطيع الاتحادتحملها وبصفة ارتجالية تم استبعادهم ولم يستفد الاتحاد منهم  شيء ، رغم أن بعضهم كانوا أصحاب خبرة ويعملون لأهم أندية الفرنسية.

سحدثنا عن أبرز العوائق التي تواجه جيبوتي حاليا ؟

برأيي أهم وأبرز عائق أمام كرة القدم الجيبوتية هو مجلس الإدارة، وذلك عدم قدرتهم  وكفأتهم بإدارة الاتحاد الجيبوتي لكرة القدم بسبببسيط جداً، هل رأيت رئيس اتحاد يغيب عن بلده ثلاثة أشهر متتالية وأنشطة الاتحاد مرتبطة به؟ بالله عليكم هل هناك عمل اتحادي بهذهالصورة. وتعرفون أن العمل في الاتحادات شاق جداً ولا تستطيع غياب كل هذه المدة.

وكيف تقيم المكتب الحالي للاتحاد جيبوتي ؟

تقييمي المكتب الحالي للاتحاد معدوم كلياً و مرتبط بشخصية معينة، رئيس الاتحاد، رغم أن أنظمة الاتحاد توضح مواعيد اجتماعات اللجنةالتنفيذية.

 

 

أين دعم الحكومة الجيبوتية للمنتخبات والأندية ؟

الحكومة الجيبوتية تدعم الرياضة بصفة سخية حسب إمكانياتها ، و آثرت أن تعطي الاتحادات الرياضية ما بوسعها بصفة عامة، وخاصةقدمت الحكومة لاتحاد جيبوتي لكرة القدم ما لم تعطي غيره من الاتحادات الرياضية الأخرى ، واستطيع أن أحصر دعم الحكومة بهذهالنقاط التالية :

1. تتكفل الحكومة راتب ما يقارب أربعة موظفين يعملون بصفة دائمة للاتحاد، حتى رئيس الاتحاد موظف حكومي ويعمل بصفة دائمةللاتحاد.

2. تكفلت الحكومة تكاليف الكهرباء و المياه

3. تحملت الحكومة تكاليف الملاعب و المرافق الرياضية. ويستخدم الاتحاد بصفة مجانية.

4. تقدم الحكومة أفخر المساكن الحكومية للمدربين الأجانب الذين يتعاقدون مع الاتحاد لإدارة المنتخبات.

5. توفر الحكومة مساحات أرضية لمشاريع الاتحاد بصفة مجانية.

6. تتحمل الحكومة تكاليف السفر للمنتخبات حسب الطلب الذي  يقدمه الاتحاد ، وبمعرفتي الشخصية ، لا يوجود برامج سنوي للمشاركة في البطولات القارية والدولية والإقليمية ، مبرمج مع ميزانية المطلوبة في بعض الأحيان مجلس الإدارة لا يعلم أحد ماذا نشارك، وذلك معرفتيطيلة تواجدي في المجلس الإدارة، لا قي وقت الحالي ولا قبل هذا المجلس.

يقدم الاتحاد بعض احتياجات قبل مباريات المنتخبات بشهر أو أقل، دون أن يشارك معلومات المنتخبات الوطنية لوزارة المعنية قبلمشاركته البطولات،  ليتم ترتيب الميزانية. رغم هذا الحكومة تتحمل تكاليف المنتخبات، وفي بعض أحيان تنقل المنتخب على متن طائرةخاصة لتسهيل الوصول وتقصر مسافات للمنتخب. إذا نظرنا الحكومة الجيبوتية ليست مكتوفة أيدي لدعم المنتخبات ولكن هناك قصورمن جانب الاتحاد الذي يتصرف بصفة ارتجالية لإدارة المنتخبات ، والحكومة أعطت استقلالية تامة للاتحادات وهي مسئولة لتقديماحتياجاتها عبر وزارة الرياضة المعنية.

ما رأيك في حضور جيبوتي في المحافل الدولية ؟

هذا سؤال مهم جداً بالنسبة لنا، وإجابتها تنقسم إلى وجهين:

الوجه الأول: جيبوتي بارزة حضور الاجتماعات البروتوكولية فقط والتي لا تؤدي واجبنا تجاه تطوير كرة القدم ، حتى أننا في منسب رجلالثالثة قارياً، ولكن دون جدوى ولا أثر يذكر.

الوجه الثاني : حضورنا في محافل البطولات مخجل جداً ، ودورنا لا يتجاوز كلمة المشاركة فقط، ودليل على ذلك مستوانا في التصنيف.

ما مدى استفادة جيبوتي من مشاريع الفيفا فورد ?

قبل جوابي ، أدو أن أشكر الاتحاد الدولي و الأفريقي مما قدموه لنا مثل باقي الاتحادات الأعضاء. وبسبب هذا الدعم تتمحور وجوداتحادات أفريقية كثيرة نحن من ضمنها، لأن بيت الفيفا القائم بسبب الدعم، لا قدر الله لو انقطع هذا الدعم الكبير من الاتحاد سينهاراتحادنا تماماً، لأننا اعتمدنا بصفة جنونية هذا الدعم.

هناك الاتحادات انجازات قفزة نوعية ، كالاتحاد الموريتاني و المغربي واتحادات أخرى قطعت شوطاً كبيراً لتطوير كرة القدم.

وبجانب آخر ولو افترضنا سؤالاً ، تقول لماذا الاتحاد الدولي يقدم للاتحادات الوطنية هذا الدعم؟ أليس الجواب لتطوير هذه الرياضة. وفيضوء هذا فقط، ما استفدنا شيء يذكر، فقط استفدنا اسم الاتحاد الذي يشارك في سجلات الاتحاد الدولي و الأفريقي، إذا لم يكن لك وزنفي البطولات و دائماً الخسارة حليفك. هل حققنا مطلب الفيفا ؟ الذي كان تطوير كرة القدم، خسرنا أمام منتخبات وأندية بلدانهم غيرمستقرة أمنياً مزقتها الحروب، وأخرى أخذت استقلالها قريباً، ولكن عملوا وجادوا وحققوا رغم هذه الظروف.

كحكم سابق هل تعتقد أن الصافرة التحكيمية في جيبوتي قادرة على الحضور بشكل مستمر في الحفل القارية ؟

التحكيم في جيبوتي يعاني كما تعاني كرة القدم، لأن التحكيم جزء من هذه الرياضة. منذ 1994م كنت دائماً في وسط التحكيم، لدي درايةوخبرة: الجواب بسؤالكم ، نعم، يستطيع الحكم الجيبوتي أن يكون حاضراً في المحافل القارية ، ولكن أمامه عوائق:

أولها: العائق المادي، الحكم يحضر إلى الاتحاد ما يقارب أربعة أو خمسة أيام لتدريب وتحكيم المباريات أسبوعياً وعائده المادي لا يزيد100$ شهرياً، حتى لا يكفي هذا بدل مواصلاته من وإلى الملاعب.

ثانياً: عدم وجود كوادر تكوينية تصحح أخطاءه وتطوره، ولا يوجد أعضاء لجنة التحكيم حكام دوليين سابقين ، إلا اثنان أو ثلاثة ، وهؤلاء همممن دعوتهم أنا أيام كنت رئيس هذه اللجنة ولقيت مشكلة أمام بعض أعضاء المجلس. والآن يترأس في اللجنة من لم يمارس التحكيم، وإندل على شيء إنما يدل عدم الاهتمام. نشكر اتحاد الدولي الذي دعم لتكوين التحكيم، وبدونها لم نستطيع أن نعمل شيء.

رابعاً: عزوف عدد كبير من الحكام في الساحة، لأن غالبية حكامنا شباب الذين ليس لديهم ارتباطات مهنية ولا عائلية، مرة إذا حصل مايشغل يترك التحكيم إلا عدد ضئيل جداً من الراغبين، والاتحاد ليس لديه برامج لاكتسابهم.

ثالثاً: قلة أجهزة و المستلزمات الرياضية الخاصة لتحكيم، حتى لا يتوفر في المباريات لوحة التبديل الكترونية و السماعات.

وقبل أن أخرج من هذه الفقرة كان لدينا حكاماً أثبتوا جدارتهم في القارة حتى أن لقطاتهم تدرس في الدورات التكوينية، ومنهم : حكمالمساعد / حسن عجه ياسين يعرفه الجميع في الاتحاد الأفريقي، كان من ضمن حكام الذين شاركوا كأس العالم القطري ، ولكن للأسفالشديد استبعده الرئيس الحالي وشطب اسمه في القائمة الدولية. ، أيام أن كان رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقي.

ما السر وراء انتدابات نادي سولاري جيبوتي للنجوم السابقين لكرة القدم ؟

بداية أود أن أشكر إدارة نادي عرته سولار، بنيتهم وحبهم لبناء هذا النادي ليواكب في المنافسات القارية. كما أقدر جهودهم لتكوين البنيةالتحية للنادي، وانتداب النادي لهذا العدد من النجوم السابقين كانت من ضمن هذا التأسيس وهذا المشروع الذي كان يهدف لفت أنظارالعالم تجاه كرة القدم الجيبوتية، التي لا يعرفها الكثير و يهمله الإعلان الدولي. وحقيقة عرف العالم الآن دورنا المحلي عبر هذه الانتدابات،وهناك إقبال و طلبات لمشاركته كلاعبين و فنيين وأصحاب الحرف الكروية.

وحقق هذا النادي بعض إنجازات وألقاب في جيبوتي ، و شارك بعض بطولات مختلفة في الخارج أيضا ، وكان آخرها بطولة كأس الأنديةالعربية ، ممثلا كرة القدم الجيبوتية. رغم كل هذه المبالغ التي يصرفها النادي لتحقيق لقب الدوري المحلي، في نهاية الموسم وبعد تحقيق عملموسمي شاق ، أتعرفون ما هي الجوائز التي سيحصلها، يحصل 5700$ فقط لا غير ، رغم أن النادي انفق خلال الموسم ما يقارب نصفمليون دولار. إذن الدور المحلي ضعيف وهزيل جداً وبهذا المستوى ليساعد تطوير كرة القدم الجيبوتي ، والأندية تتعب لمشاركته والكل سيتعببدون فائدة.

ولماذا هناك تقصير نحو تغطية المنافسات في جيبوتي ؟

نعم، لا يوجد تغطية إعلامية لدورنا المحلي رغم كل هذا الكم من اللاعبين ، حيث يلعب في الدورنا المحلي ما يقارب 55 إلى 60 لاعب أجنبيفي مختلف درجات الدوري. هذا مؤسف جداً و هذا نقص من جانب مجلس الإدارة حيث لا يوجد كما قلت سابقاً برامج للتسويق والإعلانحتى أن في الفيفا قدمت بعض من المشاريع لتطوير هذا الجانب ولكن لأحد يهتم بهذا. اقرب من كان حريصاً للتسويق و الإعلان / أناشخصياً ، حيث أقنعنا بعض شركات لتعمل شيء لكن في النهاية باءت بالفشل لأن سياسة الاتحاد تعمل عكس ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى